بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 11 أبريل 2010

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


القدس في خطر .. والأقصى في خطر


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي




أخي المسلم أختي المسلمة ، بين يديك نبذة مهمة تطلعك على المأساة التي تعيشها المدينة المقدسة بمسجدها ومعالمها وأهلها ، والأخطار والأطماع اليهودية المحدقة بمسجدنا الأقصى المبارك ، لأنه هو المستهدف الأول في المشروع الصهيوني.


إن القدس الجريح ، والمسجد الأقصى الأسير يستغيثان بكم ، ويرجوان نصرتكم.


أطماع الصهاينة في المسجد الأقصى:


صرح كبار قادة الصهاينة قبل احتلالهم لفلسطين وبعد احتلالهم ، بأن المسجد الأقصى والقدس الشريف، هدفهم الأول.

قال مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل: إذا حصلنا يوماً على القدس ، وكنت ما أزال حياً وقادراً على القيام بأي شيء ، فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً فيها [ أي ليس يهودياً ]، وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها قرون [ أي المقدسات الإسلامية ].

وصرّح أول رئيس وزراء للعدو الصهيوني بن جوريون سنة 1949م قائلاً: لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل.


وحكومة المتطرف بنيامين نتنياهو الحالية تسعى لتحقيق أمرين:

1. تثبيت حق اليهود في الصلاة بالمسجد الأقصى.
2. حسم مصير مدينة القدس وهويتها [ كعاصمة يهودية ].


اليهود يبحثون عن تاريخ لهم في القدس:


منذ عام 1967م ، بدأت الحفريات في محيط المسجد الأقصى وتحته من قِبَل الصهاينة بحثاً عن الهيكل المزعوم ؛ ليثبتوا فيما بعد للعالم بأن لهم أحقية في هذه الأرض المقدسة ، ولكن جاءت النتيجة سنة 1999م على لسان رئيس البعثة المكلفة من قبل الصهاينة بالبحث، وذلك بعد 32 عاماً من البحث:

( أن لا وجود لهيكل سليمان تحت المسجد الأقصى )، فعمد اليهود حينها إلى تزوير الحقائق والتاريخ بافتعال آثار لهم مصطنعة، وهو ما يعرف بعملية التهويد.


ما هو التهويد:


التهويد هو: تغيير معالم القدس والمسجد الأقصى ؛ الدينية ، والتاريخية، والثقافية ، حتى البشرية ، التي تدل على إسلامية هذه الأماكن والمقدسات ، وتحويل كل ذلك إلى معالم يهودية وفق التصور التلمودي، حتى يتسنى للصهاينة أن يثبتوا أحقيتهم بهذه الأرض.

ثم تأتي الخطوة الثانية وهي هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم مكانه.

فاليهود اليوم يعملون ببناء مدينة يهودية تحت المسجد الأقصى، والبلدة القديمة وفي محيطهما مطابقة للتوصيف التلمودي.


الخطوات اليهودية للسيطرة على القدس:


يقوم الصهاينة للسيطرة على القدس بأعمال عدّة على أكثر من محور وبوسائل شتى، من حيث القرارات الدولية، وسن القوانين الداخلية، والتغيير الديمغرافي والجغرافي، وفرض الأمر الواقع على مدينة القدس.. وإليك بعضاً من هذه الأعمال التهويدية:


أولا : تفريغ المدينة من أهلها:


يقوم الصهاينة بتفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين واستبدال اليهود بهم بطرق شتى منها:

1. مصادرة الأراضي والعقارات من أهلها - لا سيما الغائبين – ، وتهجير سكانها خارج المدينة، وذلك بسنّ قوانين تخدم مشروعهم، ومنحها لليهود.

2. عزل أحياء مقدسيّة بجدار الفصل العنصري ، واعتبارها خارج مدينة القدس، ومنع أهلها من دخول القدس.

3. سحب الهويات المقدسية من أهلها ، ومنعهم بعد ذلك من الإقامة في القدس.

4. بناء المستوطنات الصهيونية حول مدينة القدس بشكل دائري ، وضمها إلى المدينة لتكثيف الوجود اليهودي لإعطاء صبغة يهودية للمنطقة.

5. تضييق الخناق على المقدسيين ، وتقليل فرص العمل لديهم ليضطروهم إلى الهجرة من القدس.


ثانيا : تهويد المدينة والمسجد:


وهذا هو هدف مشروعهم الصهيوني ، جعل القدس عاصمة لدولتهم اليهودية وبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، وسنذكر بعضاً من ممارستهم التهويدية:

1. جعل محيط المسجد الأقصى يهودياً صرفاً، أو ذا أغلبية يهودية ساحقة للسيطرة على المدينة والمسجد.

2. تغيير أسماء الشوارع والأماكن العربية الإسلامية إلى أسماء عبريّة تلموديّة، كتسمية القدس يورشلايم.

3. تحويل المعالم الإسلامية إلى معالم يهودية ؛ كتحويل المدارس الإسلامية القديمة التاريخية، أو المصليات إلى كنس، أو هدمها وبناء مباني مكانها.

4. إكثار الحفر تحت المسجد وفي محيطه بحيث هناك 25 حفرية موزعة بالاتجاهات الثلاثة : الجنوب، الشمال، الغرب ، وبناء مدينة داود المزعومة تحت المسجد وفي محيطه وفق الوصف التلمودي.

5. حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى ، وبناء كنس يهودية لأداء طقوسهم التلمودية، وتهديد المسجد بحيث هناك احتمال لسقوطه عند وجود هزة أرضية، أو بافتعال تفجيرات أسفل منه.

6. تكريس الوجود اليهودي في داخل المسجد الأقصى ، وذلك بالصلاة فيه يومياً، وباقتحام باحاته في وضح النهار وأيام أعيادهم، لتثبيت مبدأ أن لهم حقاً فيه.

7. التدخل في صلاحيات الأوقاف المشرفة على المسجد ، ومنعها من القيام بأعمالها لا سيما ترميم المسجد ، حتى كادت جدران بعض أماكنه أن تسقط، وذلك أيضاً بسبب الحفريات التي تجري تحته.

8. منع المصلين الآتين من الأراضي المحتلة عام 48، أو أهل قطاع غزة، أو الضفة الغربيّة، من الدخول إلى المسجد، وكذلك منع الرجال المقدسيين الذين دون ال 40 عاماً من دخول المسجد.


هدف الصهاينة:


كل هذه الأعمال يقوم بها اليهود للسيطرة على مدينة القدس؛ كي يقوموا ببناء هيكلهم المزعوم على أنقاض مسجدنا ؛ أول قبلة توجه إليها أجدادنا الكرام من الصحابة ، وثاني مسجد وضع في الأرض بعد بناء الكعبة الشريفة لعبادة الله وحده ، وثالث المساجد المعظمة في الإسلام الذي تتضاعف فيه الأعمال، ومسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.


اليوم المسجد الأقصى في خطر حقيقي؛ قبابه تشكو، ومآذنه تئن، ومحاريبه تبكي.


والمسجد الأقصى يصرخ مستغثياً .. وامسلماه أنقذني أنا في خطر


فهلا نصرنا أقصانا ؟؟


أيها المسلم هذه القدس أمانة الأنبياء فكيف تحفظها

أيها المسلم الأقصى مسرى نبيّك فكيف تحميه

أيها المسلم هذه أرض أجدادك فكيف تصونها


ورحم الله الشاعر محمداً التهامي ؛ حيث قال:


ومن هانت القدس في دينه ** يكون كمن هان حتى كفر

السبت، 3 أبريل 2010

نشرت وكالة الأنباء الفرنسية اليوم تقريراً عن الزيارة الناجحة التي قام بها الدكتور محمد البرادعي إلي المنصورة، مؤكدة أن الاستقبال الكبير الذي حظي به مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابقة يعكس رغبة عارمة لدي المصريين في التغيير. وإلي نص التقرير:

وسط هتافات «يا برادعي قولها قوية مصر عايزة


ديمقراطية» و«يا بلدنا يا منصورة البرادعي أهو في الصورة» و«مصر فيها ألف بديل والبرادعي أهو الدليل» أطلق المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ـ الجمعة ـ المرحلة الأولي من حملته الشعبية في المنصورة.

ألف شخص تقريباً من الطلبة يرتدون قمصان عليها صورته وناشطون مدنيون وأطباء وسائقو سيارات أجرة أعربوا في المنصورة المدينة الكبري في دلتا النيل عن تأييدهم دعوة محمد البرادعي للإصلاح السياسي.

وكان البرادعي الحائز علي جائزة نوبل للسلام عام 2005، وقد أعلن استعداده للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة 2011 شرط أن تكون انتخابات حرة ونزيهة، وأن يتم تعديل الدستور لرفع العقبات من أمام المرشحين.

وقال هشام ـ مهندس شاب في السادسة والعشرين ـ لفرانس برس «الكل في المنصورة مع البرادعي نريد التغيير، ونحن ندعمه لأننا مع أي شخص كان غير النظام الحالي، ليس لدينا بديل غير البرادعي».

وقد زار البرادعي في البداية مركز أمراض الكلي والمسالك البولية في المنصورة، حيث التقي الدكتور محمد غنيم ـ رائد عمليات زرع الكلي في مصر ـ قبل أن يتوجه إلي جامع النور القريب لأداء صلاة الجمعة.

وبدون حرس حيا البرادعي الذي كان يرتدي قميصاً أبيض مؤيديه الذين تدافعوا لرؤيته ومصافحته تحت أضواء كاميرات المصورين، ومن بين هؤلاء شبان أعضاء في حركات معارضة مثل جماعة الإخوان المسلمين أخذ بعضهم يطلب من الحاضرين التوقيع علي عريضة دعم البرادعي، وشوهد أيضاً في المكان رجال شرطة معظمهم في الزي المدني.

وقالت آية ـ طالبة طب في الحادية والعشرين ـ هذه المرة أشعر بأن الأمر جدي، إنه شخص مسئول ولدي أمل كبير في أن ينجح، بينما يري حمدي الحديدي ـ جراح عظام معروف ـ أن البرادعي لم يأت ليكون زعيماً، لكن لفتح الطريق «للإصلاحات» حتي إن لم ينته به الأمر إلي الرئاسة.

وبعد المنصورة توجه البرادعي إلي قرية منية سمنود القريبة، حيث قال أثناء وجوده في شارع ضيق تحت نظرات النساء والأطفال الذين كانوا يستمعون إليه من شرفات المنازل «ما رأيته اليوم لا يحتاج إلي كلام، رأيت رغبة عارمة من الشعب المصري في التغيير».

وأوضح «أنا أتحدث عن التغيير إلي الأفضل لأن مصر بمواردها تستحق أفضل بكثير مما نحن فيه. لا يعقل أن يكون لدينا 40% من الشعب المصري يعيشون حول خط الفقر أو تحته. لا يعقل أن يكون لدينا 30% من الشعب لا يقرأ ولا يكتب»، وأضاف: «أن العدالة الاجتماعية شبه مفقودة في مصر والفارق بين الغني والفقير يتزايد يوماً بعد يوم».

ودعا البرادعي الناس للانضمام إلي الجمعية الوطنية للتغيير قائلاً: «أنا دائماً أقول كل واحد فيكم مسئول عن التغيير، لن أستطيع أن أفعل شيئاً بمفردي، وأنا أقول دائماً ساعدوني كي أساعدكم»، مؤكداً «إذا كنا بالملايين نعلن أننا نريد التغيير فلن يستطيع أي نظام أن يقف أمام هذه الرغبة الشعبية السلمية»، مضيفاً «نريد أن ننقل مصر من نظام فرعوني إلي نظام ديمقراطي».

وأضاف «قلنا إن أهم شيء تعديل الدستور لأن هذا يتيح برلماناً حراً ونزيهاً وهذا معناه تداول السلطة، معناه أن يدار هذا البلد باسمكم ولصالحكم لأنكم أنتم أصحاب هذا البلد».

جدير بالذكر أن أنصار البرادعي يواجهون متاعب مع أجهزة الأمن، والشهر الماضي أكدت منظمة غير حكومية أن طبيباً من الفيوم تعرض للضرب المبرح ليلة كاملة لدعمه البرادعي.

وفي المنصورة أكد أشرف وجدي ـ طبيب أمراض نفسية وناشط في حملة البرادعي ـ لفرانس برس أنه أوقف الأسبوع الماضي واحتجز لمدة 24 ساعة، حيث «تذرعت» الشرطة بأن المكتبة التي يملكها مخالفة للقانون، لكن ما يبعث الأمل في نفس مجدي أن وكيل النيابة الذي حقق معه طلب منه بعد انتهاء الاستجواب التوقيع علي عريضة دعم البرادعي.

الثلاثاء، 16 مارس 2010

حملة الدعاء للمسجد الاقصى


إنتوا عارفين إني المنجمين اليهوديين قالوا إني المسجد الأقصي حيتهد خلال الأسبوع ده


إيــــــــه رأيكم لو نوقف احنا قدامهم ومعانا ربنــــــــــــــا طبعا

ياريت كل واحد يخش ع الموضوع ده يسيب دعاء للمسجد الأقصي

عاوزين نجمع أكتر من مليون دعاء للمسجد ولغزة ولسائر بلاد المسلمين

اللهم حرر المسجد الأقصي من اليهود كما حررت بيتك الحرام من أبرهة

اللهم سلط عليهم جنودك وانتقم منهم إنك انت الجبار المنتقم

وحرر المسلمين في غزة وكن معهم وثبت خطاهم وارفع البلاء عنهم وانصر المجاهدين في كل مكان يارب العالمـــــــــين

اللهم عليك باليهود الملاعين اللهم اخسف بهم الأرض وحرر المسجد الأقصي يارب

اللهم ارفع كلمتي الحق والدين

وأعز المسلمين في كل مكان وثبتهم علي خطا حبيبك محمد (صلي اللهم عليه وسلم)
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع المجيب اللهم أمــــــــــــــــــين

الاثنين، 15 مارس 2010

الرحمة
دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده يقَبِّلُ حفيده
الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، فتعجب الرجل، وقال: والله يا رسول الله إن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلتُ أحدًا منهم أبدًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يرْحم لا يرْحم) [متفق عليه].
*يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجل غفر الله له؛ لأنه سقى كلبًا عطشان، فيقول صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فيها، فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خُفَّهُ (حذاءه) بالماء، ثم أمسكه بفيه (بفمه)، فسقى الكلب، فشَكَرَ اللهُ له، فَغَفَر له).
فقال الصحابة: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟
قال: (في كل ذات كبد رطبة أجر (يقصد أن في سقي كل كائن حي ثوابًا) [البخاري].
*ما هي الرحمة؟
الرحمة هي الرقة والعطف والمغفرة. والمسلم رحيم القلب، يغيث الملهوف، ويصنع المعروف، ويعاون المحتاجين، ويعطف على الفقراء والمحرومين، ويمسح دموع اليتامى؛ فيحسن إليهم، ويدخل السرور عليهم.
ويقول الشاعر:
ارحم بُنَي جمـيــع الخـلـق كُلَّـهُـمُ
وانْظُرْ إليهــم بعين اللُّطْفِ والشَّفَقَةْ

وَقِّــرْ كبيـرَهم وارحم صغيـرهــم
ثم ارْعَ في كل خَلْق حقَّ مَنْ خَلَـقَـهْ
رحمة الله:
يقول الله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [الأنعام: 54]. ويقول الله تعالى: {فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين} [يوسف: 64].
ونحن دائمًا نردد في أول أعمالنا: (بسم الله الرحمن الرحيم). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي) [متفق عليه].
فرحمة الله -سبحانه- واسعة، ولا يعلم مداها إلا هو، فهو القائل: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} [الأعراف: 156]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسك تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق؛ حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) [متفق عليه].
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:
الرحمة والشفقة من أبرز أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه الله في القرآن الكريم بذلك، فقال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} [التوبة: 128]. وقال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: {وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين} [الأنبياء: 107].
وقال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران: 159].
*وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادمًا له قط ولا امرأة) [أحمد].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقَبِّلُ ابنه إبراهيم عند وفاته وعيناه تذرفان بالدموع؛ فيتعجب عبدالرحمن بن عوف ويقول: وأنت يا رسول الله؟!
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يابن عوف، إنها رحمة، إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) [البخاري].
وكان صلى الله عليه وسلم يدخل في الصلاة، وهو ينوي إطالتها، فإذا سمع طفلاً يبكي سرعان ما يخففها إشفاقًا ورحمة على الطفل وأمه. قال صلى الله عليه وسلم: (إني لأدخل في الصلاة، فأريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي؛ فأتجوَّز لما أعلم من شدة وَجْدِ (حزن) أمه من بكائه) [متفق عليه].
رحمة البشر:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ارحم من في الأرض، يرحَمْك من في السماء) [الطبراني والحاكم]، وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [مسلم].
والمسلم رحيم في كل أموره؛ يعاون أخاه فيما عجز عنه؛ فيأخذ بيد الأعمى في الطرقات ليجنِّبه الخطر، ويرحم الخادم؛ بأن يحسن إليه، ويعامله معاملة كريمة، ويرحم والديه، بطاعتهما وبرهما والإحسان إليهما والتخفيف عنهما.
والمسلم يرحم نفسه، بأن يحميها مما يضرها في الدنيا والآخرة؛ فيبتعد عن المعاصي، ويتقرب إلى الله بالطاعات، ولا يقسو على نفسه بتحميلها ما لا تطيق، ويجتنب كل ما يضر الجسم من أمراض، فلا يؤذي جسده بالتدخين أو المخدرات... إلى غير ذلك. والمسلم يرحم الحيوان، فرحمة المسلم تشمل جميع المخلوقات بما في ذلك الحيوانات.
الغلظة والقسوة:
حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلظة والقسوة، وعدَّ الذي لا يرحم الآخرين شقيا، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلا من شَقِي)
[أبو داود والترمذي] وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يرحم اللهُ من لا يرحم الناس) [متفق عليه].
وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت النار من أجل قسوتها وغلظتها مع قطة، فيقول صلى الله عليه وسلم: (دخلت امرأة النار في هرة (قطة) ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعْها تأكل من خشاش الأرض (دوابها كالفئران والحشرات)) [متفق عليه]. فهذه المرأة قد انْتُزِعَت الرحمة من قلبها، فصارت شقية بتعذيبها للقطة المسكينة التي لا حول لها ولا قوة.
أما المسلم فهو أبعد ما يكون عن القسوة، وليس من أخلاقه أن يرى الجوعى ولا يطعمهم مع قدرته، أو يرى الملهوف ولا يغيثه وهو قادر، أو يرى اليتيم ولا يعطف عليه، ولا يدخل السرور على نفسه؛ لأنه يعلم أن من يتصف بذلك شقي ومحروم.


الأحد، 14 مارس 2010

التعاون
يحكى أن شيخًا كبيرًا جمع أولاده، وأعطاهم حزمة من الحطب، وطلب منهم أن يكسروها، فحاول كل واحد منهم كسر الحزمة لكنهم لم يستطيعوا، فأخذ الأب الحزمة وفكها إلى أعواد كثـيـرة، وأعطى كل واحد من أبنائه عودًا، وطلب منه أن يكسره، فكسره بسهـولة.
*أمر الله إبراهيم -عليه السلام- أن يرفع جدران الكعبة، ويجدد بناءها، فقام إبراهيم -عليه السلام- على الفور لينفذ أمر الله، وطلب من ابنه إسماعيل -عليه السلام- أن يعاونه في بناء الكعبة، فأطاع إسماعيل أباه، وتعاونا معًا حتى تم البناء، قال تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} [البقرة: 127].
*أرسل الله موسى -عليه السلام- إلى فرعون؛ يدعوه إلى عبادة الله وحده، فطلب موسى -عليه السلام- من الله -سبحانه- أن يرسل معه أخاه هارون؛ ليعاونه ويقف بجانبه في دعوته، فقال: {واجعل لي وزيرًا من أهلي . هارون أخي . اشدد به أزري . وأشركه في أمري} [طه: 29-32]. فاستجاب الله تعالى لطلب موسى، وأيده بأخيه هارون، فتعاونا في الدعوة إلى الله؛ حتى مكنهم الله من النصر على فرعون وجنوده.
*أعطى الله -سبحانه- ذا القرنين مُلكًا عظيمًا؛ فكان يطوف الأرض كلها من مشرقها إلى مغربها، وقد مكَّن الله له في الأرض، وأعطاه القوة والسلطان، فكان يحكم بالعدل، ويطبق أوامر الله.
وكان في الأرض قوم مفسدون هم يأجوج ومأجوج، يهاجمون جيرانهم، فينهبون أموالهم، ويظلمونهم ظلمًا شديدًا؛ فاستغاث هؤلاء الضعفاء المظلومون بذي القرنين، وطلبوا منه أن يعينهم على إقامة سـد عظيم، يحول بينهم وبين يأجوج ومأجوج، {قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا} [الكهف: 94].
فطلب منهم ذو القرنين أن يتحدوا جميعًا، وأن يكونوا يدًا واحدة؛ لأن بناء السد يحتاج إلى مجهود عظيم، فعليهم أن يُنَقِّبُوا ويبحثوا في الصحراء والجبال، حتى يحضروا حديدًا كثيرًا لإقامة السد، قال تعالى: {قال ما مكني فيه خيرًا فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردمًا} [الكهف: 95]. وتعاون الناس جميعًا حتى جمعوا قدرًا عظيمًا من الحديد بلغ ارتفاعه طول الجبال، وصهروا هذا الحديد، وجعلوه سدَّا عظيمًا يحميهم من هؤلاء المفسدين.
*كان أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم حينما هاجر إلى المدينة هو بناء المسجد، فتعاون الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى هيئوا المكان، وأحضروا الحجارة والنخيل التي تم بها بناء المسجد، فكانوا يدًا واحدة حتى تم لهم البناء.
وكان الصحابة يدًا واحدة في حروبهم مع الكفار، ففي غزوة الأحزاب اجتمع عليهم الكفار من كل مكان، وأحاطوا بالمدينة، فأشار سلمان الفارسي -رضي الله عنه- على النبي صلى الله عليه وسلم بحفر خندق عظيم حول المدينة، حتى لا يستطيع الكفار اقتحامه. وقام المسلمون جميعًا بحفر الخندق حتى أتموه، وفوجئ به المشركون، ونصر الله المسلمين على أعدائهم.
ما هو التعاون؟
التعاون هو مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الحاجات وفعل الخيرات. وقد أمر الله -سبحانه- بالتعاون، فقال: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2].
فضل التعاون:
والتعاون من ضروريات الحياة؛ إذ لا يمكن للفرد أن يقوم بكل أعباء هذه الحياة منفردًا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان معه فضل ظهر فلْيعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فلْيعُدْ به على من لا زاد له)
[مسلم وأبو داود].
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على معونة الخدم، فقال: (ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم فإن كلَّفتموهم فأعينوهم) [متفق عليه].
والله -سبحانه- خير معين، فالمسلم يلجأ إلى ربه دائمًا يطلب منه النصرة والمعونة في جميع شئونه، ويبتهل إلى الله -سبحانه- في كل صلاة مستعينًا به، فيقول: {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5].
وقد جعل الله التعاون فطرة في جميع مخلوقاته، حتى في أصغرهم حجمًا، كالنحل والنمل وغيرها من الحشرات، فنرى هذه المخلوقات تتحد وتتعاون في جمع طعامها، وتتحد كذلك في صد أعدائها. والإنسان أولى بالتعاون لما ميزه الله به من عقل وفكر.
فضل التعاون:
حينما يتعاون المسلم مع أخيه يزيد جهدهما، فيصلا إلى الغرض بسرعة وإتقان؛ لأن التعاون يوفر في الوقت والجهد، وقد قيل في الحكمة المأثورة: المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة) [الترمذي].
وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضُه بعضًا)
[متفق عليه].
والمسلم إذا كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (وعَوْنُكَ الضعيفَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ صدقة) [أحمد].
التعاون المرفوض: نهى الله -تعالى- عن التعاون على الشر لما في ذلك من فساد كبير، فقال تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2].
والمسلم إذا رأى أحدًا ارتكب معصية فعليه ألا يسخر منه، أو يستهزئ به، فيعين الشيطان بذلك عليه، وإنما الواجب عليه أن يأخذ بيده، وينصحه، ويُعَرِّفه الخطأ.

الجمعة، 12 مارس 2010

صور الاعتداءات على المسجد الأقصى

الصور تتحدث